عُدنا والعودُ أحمدُ ... الرجاء من زوارنا الكرام تزويدنا بالوصلات التي لاتعمل

جديد مدونتنا

إبــحــث عن كتــــاب

الاثنين، 10 يناير 2011

يوميات يهودي من دمشق







عن الكاتب
كاتب وصحفي سوري عمل على عدة مشاريع بدأت بمجموعة شعرية أصدرها في العام 1994 ثم تفرغ للكتابة في الصحف العربية .. مقالاته معظمها سياسية وثقافية، في العام 1998 دخل تجربة الكتابة في البصريات والصورة وأنجز عدداً من السيناريوهات للتليفزيون ..قام الجبين بإنجاز فيلم وثائقي صحفي معروف (أسامة بن لادن في سوريا) بالتعاون مع المخرج نبيل المالح ..انتقل بعد ذلك للعمل في بيروت وكتب في جريدتي السفير والنهار اللبنانيتين .. في العام 2003 أصدر مجموعته الشعري الثانية (يعبر اليم) وهي بحث شعري بصري جديد ..في العام 2004 أصدر كتابه الإشكالي (لغة محمد) ـ وقد صودرت نسخه حتى تلك التي وزعت على القراء على شكل هدايا. أسس في العام 2004 بيت الشعر السوري ـ دار نشر تهتم بترويج كتب الشعراء السوريين .. في العام 2005 أسس ثاني أكبر تجربة صحفية مستقلة في سوريا (جريدة المبكي) .. وكان مديراً لتحريرها ولكن سرعان ما سحبت السلطة ترخيص الجريدة وتم إغلاقها. في السنة ذاتها 2005 أسس صحيفة (بقعة ضوء) وعمل على إدارة تحريرها .. تمتاز كتابات إبراهيم الجبين بالجرأة والاندفاع والالتقاطات الذكية، البعض يعتبر أن الهدف من كتابة من هذا النوع هو الإثارة أكثر من إيصال المعلومة ..

المصدر حارة القراء

 
في روايته الأولى (يوميات يهودي من دمشق) ينقلنا إبراهيم الجبين إلى أجواء (افتراضية – واقعية) ذات زخم هائل من الصور المتلاحقة والمشاهد المتتالية التي تكاد تشبه تقنية الصور المتحركة في أفلام الكرتون لتشكل في النهاية حالة أقرب إلى الفيلم السينمائي.

كما أن التقنية التي استخدمها الكاتب في روايته هذه تقارب تقنية القطع بين المشاهد التلفزيونية أو السينمائية، فهو يصل بك إلى الذروة في حبكة أحد الخطوط لينتقل فجأة إلى خط آخر، تاركاً القارئ محتاراً بين رغبته في تتمة الخط القديم ولهفته في الانتقال إلى الخط الجديد الذي ينقطع أيضاً في لحظة ما للانتقال إلى حبكة أخرى وخط آخر.

وهكذا تتشابك الأحداث والشخصيات والحبكات لتشكل كتلة واحدة في النهاية، هي دمشق.

ربما كان الجبين على صواب حينما استخدم هذه التقنية لتقديم (دمشق- سوريا) ذات الخليط السكاني والحضاري الغني، فهي الأقدر على طرح الفسيفساء الدمشقي بكل ألوانه:المسيحيون، المسلمون، رجال الدين، وبقايا اليهود بالإضافة إلى طبقة المثقفين وسجالاتهم وفقرهم المادي.

بين الخيال والواقع ينتقل الجبين برشاقة، ويفعل نفس الشيء بين القصة والقصة وبين المشهد والمشهد، كما أنه يطرح أفكاراً وقصصاً قلما وجدناها في الأعمال الأدبية والفنية السورية مثل رجل الدين ذي الأعداد الضخمة من المريدين المتحلقين حوله وكأنه كائن سماوي، لكنه يصبح وحيداً وضعيفاً عندما تتعرض حياته للخطر ويتلقى التهديدات بتصفيته، هنا تخرج الشخصية من جلدها ضمن توجيهات بطل الرواية لتتحول إلى شخصية أخرى: رجل أعمال أنيق يرتاد البارات والمقاهي.

أثناء هذا التحول تتعرى الشخصية أمام القارئ ليكتشف تاريخها ودوافعها الخفية.

على خط آخر نشاهد اليهودي إخاد الذي يحمل خلفه الكثير من الأسرار والخفايا وأختين عانستين. يسكن إخاد في دمشق القديمة، في بيت يشبهه من ناحية امتلاكه للأسرار والدهاليز، فيبدأ بطل الرواية باكتشاف إخاد ومنزله وأخواته العوانس.


ضمن هذه الاكتشافات نلاحظ تشتت هذه العائلة اليهودية، إحدى الأخوات العوانس تحلم بالذهاب إلى هناك فقط للقاء حبيبها، الأخرى تعيش على أمل اللقاء بنفس الحبيب المشترك والغائب.




"إخاد يتكسر كتمثال من شمع يابس ..يتفتت بين أصابعك... هربت أخته بنطاف الراهب .. والأخرى عثر عليها الجيران متكومة خلف الجدار المتهاوي في زاوية بيتهم .. والرغوة البيضاء تتفاور من فمها.. سممت نفسها بسم الجرذان الكبيرة التي تحمل طاعون القاع في مدينة الانتظار".


أما إخاد فيضطر إلى مغادرة دمشق مع أنه لا يرغب بذلك:

"- إلى أين ستذهب

- إلى هناك ...لا أريد ذلك ..ولكن يجب أن أذهب ..(...)

- وهل ستترك دمشق؟

- لست أنا من يتركها .. هم يبعدونني عنها

- من هم؟

- الجميع".


(يوميات يهودي من دمشق)، رواية تقترب من الشعر السردي كثيراً لتتغنى بدمشق وتفاصيلها ضمن رحلة مثيرة لاكتشاف أعماق شخصيات الرواية وللسير في الأزقة الضيقة المرصوفة في المدينة القديمة حيث الفتيات يجبن الشوارع وهن يبحثن عمن يساعدهن في إدخال الخيط بالإبرة ... يوم السبت.


سعيد محمود صحفي و مترجم سوري













ليست هناك تعليقات:

المشاركات الشائعة

إخترتنا لكم