عُدنا والعودُ أحمدُ ... الرجاء من زوارنا الكرام تزويدنا بالوصلات التي لاتعمل

جديد مدونتنا

إبــحــث عن كتــــاب

الأحد، 21 مارس 2010

كتاب الأم للإمام الشافعي



كتاب الأم للشافعي





عن الكتاب
جمعه: البويطي، بعد أن أملاه الشافعي على تلاميذه في مصر، ولم يذكر اسمه فيه ولا نسبه إلى نفسه، ومع ذلك فقد نسب: إلى الربيع بن سليمان المرادي، بعد أن رتبه وبوَّبه. ويعد هذا الكتاب آخر ما وصل إليه الشافعي، ويعبر عن المسائل التي فيها، بأنها مذهب الشافعي الجديد.




عن الكاتب


الامام الشافعي احد الائمة الاربعة عند اهل السنة واليه نسبة الشافعية كافة . وهو ابوعبد الله محمد بن ادريس بن العباس بن عثمان بن شافع الهاشمي القرشي المطلبي. وكان ابوه قد هاجر من مكة الى غزة بفلسطين بحثا عن الرزق لكنه مات بعد ولادة محمد بمدة قصيرة فنشأ محمد يتيما فقيرا . وشافع بن السائب هو الذي ينتسب اليه الشافعي لقي النبي صلى الله عليه وسلم ، واسر ابوه السائب يوم بدر في جملة من أسر وفدى نفسه ثم اسلم . ويلتقي نسبه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في عبد مناف.

اما امه فهي يمانية من الازد وقيل من قبيلة الاسد وهي قبيلة عربية لكنها ليست قرشية، قيل ان ولادة الشافعي كانت في عسقلان وقيل بمنى لكن الاصح ان ولادته كانت في غزة عام 150 هجرية وهو نفس العام الذي توفى فيه ابو حنيفة .
ولما بلغ سنتين قررت امه العودة وابنها الى مكة لاسباب عديدة منها حتى لايضيع نسبه ، ولكي ينشأ على ما ينشأ عليه اقرانه ، فأتم حفظ القران وعمره سبع سنين . عرف الشافعي بشجو صوته في القراءة ، قال ابن نصر : كنا اذا اردنا ان نبكي قال بعضنا لبعض : قوموا الى هذا الفتى المطلبي يقرأ القران ، فاذا أتيناه (يصلي في الحرم ) استفتح القران حتى يتساقط الناس ويكثر عجيجهم بالبكاء من حسن صوته فاذا راى ذلك امسك من القراءة . ولحق بقبيلة هذيل العربية لتعلم اللغة والفصاحة . وكانت هذيل افصح العرب ، ولقد كانت لهذه الملازمة اثر في فصاحته وبلاغة ما يكتب، وقدلفتت هذه البراعة انصار معاصريه من العلماء بعد ان شب وكبر ، حتى الاصمعي وهو من ائمة اللغة المعدودين يقول : ( صححت اشعار هذيل على فتى من قريش يقال له محمد بن ادريس ) وبلغ من اجتهاده في طلب العلم ان اجازه شيخه مسلم بن خالد الزنجي بالفتيا وهو لا يزال صغير .

حفظ الشافعي وهو ابن ثلاث عشرة سنة تقريبا كتاب الموطأ للامام مالك ورحلت به امه الىالمدينة ليتلقى العلم عند الامام مالك . ولازم الشافعي الامام مالك ست عشرة سنة حتى توفى الامام مالك (179 هجرية ) وبنفس الوقت تعلم على يد ابراهيم بن سعد الانصاري ، ومحمد بن سعيد بن فديك وغيرهم .
وبعد وفاة الامام مالك (179 هجرية ) سافر الشافعي الى نجران واليا عليها ورغم عدالته فقد وشى البعض به الى الخليفة هارون الرشيدفتم استدعائه الى دار الخلافة سنة (184هجرية ) وهناك دافع عن موقفه بحجة دامغة وظهر للخليفة براءة الشافعي مما نسب اليه واطلق سراحه .
واثناء وجوده في بغداد أتصل بمحمد بن الحسن الشيباني تلميذ ابي حنيفة وقرأ كتبه وتعرف على علم اهل الرأي ثم عاد بعدها الى مكة واقام فيها نحوا من تسع سنوات لينشر مذهبه من خلال حلقات العلم التي يزدحم فيها طلبة العلم في الحرم المكي ومن خلال لقاءه بالعلماء اثناء مواسم الحج . وتتلمذ عليه في هذه الفترة الامام احمد بن حنبل .
ثم عاد مرة اخرى الى بغداد سنة ( 195 هجرية ) ، وكان له بها مجلس علم يحضره العلماء ويقصده الطلاب من كل مكان . مكث الشافعي سنتين في بغداد ألف خلالها كتابه (الرسالة ) ونشر فيها مذهبه القديم ولازمه خلال هذه الفترة اربعة من كبار اصحابه وهم احمد بن حنبل ، وابو ثور ، والزعفراني ، والكرابيسي . ثم عاد الامام الشافعي الى مكة ومكث بها فترة قصيرة غادرها بعد ذلك الى بغدادسنة (198هجرية ) وأقام في بغداد فترة قصيرة ثم غادر بغداد الى مصر .
قدم مصر سنة ( 199 هجرية ) تسبقه شهرته وكان في صحبته تلاميذه الربيع بن سليمان المرادي ، وعبدالله بن الزبير الحميدي ، فنزل بالفسطاط ضيفا على عبد الله بن عبد الحكم وكان من اصحاب مالك . ثم بدأ بالقاء دروسه في جامع عمرو بن العاص فمال اليه الناس وجذبت فصاحته وعلمه كثيرا من اتباع الامامين ابي حنيفة ومالك . وبقي في مصر خمس سنوات قضاها كلها في التأليف والتدريس والمناظرة والرد على الخصوم . وفي مصر وضع الشافعي مذهبه الجديد وهو الاحكام والفتاوى التي استنبطها بمصر وخالف في بعضها فقهه الذي وضعه في العراق ، وصنف في مصر كتبه الخالدة التي رواها عنه تلاميذه .

وتطرق احمد تمام في كتابه (الشافعي ملامح وآثار ) كيفية ظهور شخصية الشافعي ومنهجه في الفقه . هذا المنهج الذي هو مزيج من فقه الحجاز وفقه العراق ، هذا المنهج الذي انضجه عقل متوهج ، عالم بالقران والسنة ، بصير بالعربية وادابها خبير باحوال الناس وقضاياهم ، قوي الرأي والقياس .
فلو عدنا الى القرن الثاني الميلادي لوجدنا انه ظهر في هذا القرن مدرستين اساسيتين في الفقه الاسلامي هما مدرسة الراي ، ومدرسة الحديث ، نشأت المدرسة الاولى في العراق وهي امتداد لفقه عبدالله بن مسعود الذي اقام هناك ، وحمل اصحابه علمه وقاموا بنشره . وكان ابن مسعود متأثرا بمنهج عمر بن الخطاب في الاخذ بالرأي والبحث في علل الاحكام حين لا يوجد نص من كتاب الله او سنة رسوله صلى الله عليه وسلم . ومن أشهر تلامذة ابن مسعود الذين أخذوا عنه : علقمة بن قيس النخعي ، والاسود بن يزيد النخعي ، ومسروق بن الاجدع الهمداني ، وشريح القاضي ، وهؤلاء كانوا من ابرز فقهاء القرن الاول الهجري . ثم تزعم مدرسة الرأي بعدهم ابراهيم بن يزيد النخعي فقيه العراق بلا منازع وعلى يديه تتلمذ حماد بن سليمان ، وخلفه في درسه ، وكان اماما مجتهدا وكانت له بالكوفة حلقة عظيمة يؤمها طلاب العلم وكان بينهم ابو حنيفة النعمان الذي فاق أقرانه وانتهت اليه رئاسة الفقه ، وتقلد زعامة مدرسة الرأي من بعد شيخه ، والتف حوله الراغبون في تعلم الفقه وبرز منهم تلاميذ بررة على رأسهم ابو يوسف القاضي ، ومحمد بن الحسن ، وزفر والحسن بن زياد وغيرهم ،وعلى يد هؤلاء تبلورت طريقة مدرسة الرأي واستقر امرها ووضح منهجها .
وأما مدرسةالحديث فقد نشأت بالحجاز وهي امتداد لمدرسة عبد الله بن عباس ، وعبد الله بن عمر ، وعائشة وغيرهم من فقهاء الصحابة الذين أقاموا بمكة والمدينة ، وكان يمثلها عددكبير من كبار الائمة منهم سعد بن المسيب ، وعروة بن الزبير ، والقاسم بن محمد ، وابن شهاب الزهري ، والليث بن سعد ، ومالك بن انس . وتمتاز تلك المدرسة بالوقوف عند نصوص الكتاب والسنة ، فان لم تجد التمست اثار الصحابة ، ولم تلجئهم مستجدات الحوادث التي كانت قليلة في الحجاز الى التوسع في الاستنباط بخلاف ما كان عليه الحال في العراق .
وجاء الشافعي والجدل مشتعل بين المدرستين فأخذ موقفا وسطا ، وحسم الجدل الفقهي القائم بينهما بما تيسر له من الجمع بين المدرستين بعد ان تلقى العلم وتتلمذ على كبار اعلامهما مثل مالك بن انس من مدرسة الحديث ومحمد بن الحسن الشيباني من مدرسة الرأي .
دون الشافعي الاصول التي اعتمد عليها في فقهه ، والقواعد التي التزمها في اجتهاده في رسالته الاصولية "الرسالة " وطبق هذه الاصول في فقهه ، وكانت اصولا عملية لا نظرية ، ويظهر هذا واضحا في كتابه " الام " الذي يذكر فيه الشافعي الحكم مع دليله ، ثم يبين وجه الاستدلال بالدليل وقواعد الاجتهاد واصول الاستنباط التي اتبعت في استنباطه ، فهو يرجع اولا الى القران وما ظهر له منه ، الا اذا قام دليل على وجوب صرفه عن ظاهره ،ثم الى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى الخبر الواحد الذي ينفرد راو واحد بروايته ، وهو ثقة في دينه ، معروف بالصدق ، مشهور بالضبظ . وهو يعد السنة مع القران في منزلة واحدة ، فلا يمكن النظر في القران دون النظر في السنة التي تشرحه وتبينه ، فالقران يأتي بالاحكام العامة والقواعد الكلية ، والسنة هي التي تفسر ذلك ،فهي التي تخصص عموم القران او تقيد مطلقه ، او تبين مجمله .
ولم يشترط الشافعي في الاحتجاج بالسنة غير اتصال سند الحديث وصحته ، فاذا كان كذلك صح عنده وكان حجة عنده ، ولم يشترط في قبول الحديث عدم مخالفته لعمل اهل المدينة مثلما اشترط الامام مالك ، او ان يكون الحديث مشهورا ولم يعمل راويه بخلافه . ووقف الشافعي حياته على الدفاع عن السنة ، واقامة الدليل على صحة الاحتجاج بالخبر الواحد ، وكان هذا الدفاع سببا في علو قدر الشافعي عند اهل الحديث حتى سموه ( ناصر السنة ) . ولعل الذي جعل الشافعي يأخذ بالحديث اكثر من أبي حنيفة حتى انه يقبل خبر الواحد متى توافرت فيه الشروط ، انه كان حافظا للحديث بصيرا بعلله ، لايقبل منه الا ما ثبت عنده ، وربما صح عنده من الاحاديث ما لم يصح عند أبي حنيفة واصحابه . وبعد الرجوع الى القران والسنة يأتي الاجماع ان لم يعلم له مخالف ، ثم القياس شريطة ان يكون له اصل من الكتاب والسنة ، ولم يتوسع فيه مثلما توسع الامام أبو حنيفة .

الجمعة، 12 مارس 2010

مغامرة موظف البورصة شارلك هومز






عن الكاتب



مؤلف شخصية «شارلوك هولمز » آرثر كونان

ولد الطبيب والروائي البريطاني السير آرثر كونان دويل في أدنبرة باسكتلندا سنة 1859، وإشتهرت الشخصية التي ابتدعها « شيرلوك هولمز» لرجل التحري الذكي القادر على فك ألغاز الجرائم معتمدا على امكاناته الذهنية وقوة الملاحظة واتباع طريقة الملاحظة والتحليل والاستنتاج بالاعتماد على العلم والمنطق، هذه الشخصية التي أصبحت أكثر شهرة من مبتدعها.

وقد مثلت العديد من رواياته وقصصه وتحولت إلى أفلام سينمائية وأفلام كارتونية.وقد هجر السير آرثر دويل مهنة الطب بعد أن مارسها ثماني سنوات وإتجه إلى الأدب واستطاع أن يبدع فيه، بدأ حياته الأدبية سنة 1887 بكتابة القصص القصيرة للمجلات بهدف زيادة دخله . يقول الناقد كريستوفر مورلي عن شيرلوك هولمز: لم يحدث أبدا أن نالت شخصية روائية هذا الحظ من القدرة على امتاع القراء والإلتصاق بهم بمثل ما نالت شخصية شيرلوك هولمز.فالسير آرثر دويل بعد أن مارس مهنة الطب في عيادته التي لم يكن يزورها إلا النزر اليسير من المرضى كان يجد أوقاتا كبيرة من الفراغ، شغلها بكتابة القصص القصيرة، والتي لم تنل حظا من النجاح في البداية،

إلا أنه وبعد نشر روايته الأولى عن شيرلوك هولمز سنة 1887 أخذ نجمه في الصعود.وبلغت مجموع القصص والروايات التي كتبها السير آرثر دويل وظهرت فيها شخصية شيرلوك هولمز حوالي 60 عملا، جلها من القصص القصيرة ، حتى أصبح السير آرثر دويل من أكثر كتاب القصة القصيرة دخلا في عصره.

ونظرا لجهوده في دعم الحكومة البريطانية في حرب البوير « 1899 - 1902 » رقي إلى رتبة فارس سنة 1902.

ورواية «الكلب الجهنمي» هي الرواية الثانية لدويل بعد روايته الأولى « الخيط الدموي»، وهي كغيرها من روايات دويل تهدف إلى الرقي الانساني من خلال تسليط الاضواء على العيوب الأخلاقية المستترة للبشر التي تدفعه لاقتراف أبشع الجرائم، وإلى الرياضة الذهنية في الكشف عن الأمور الغامضة للأحداث الملابسة للجرائم.فالجريمة التي وقعت بحق السير تشارلز باسكرفيل وأدت إلى وفاته ألقت جوا من الكآبة والوجوم على المقاطعة، خاصة وأنه كان عائدا من جنوب أفريقيا ويمتلك ثروة كبيرة أراد أن يسخرها في عمل البر ومشاريع تنفع أكبر عدد من الناس، وقد وجد عزاءه في ذلك لأنه محروم من الذرية. جاء الدكتور مورتيمر إلى شيرلوك هولمز بحضور صديقه المعاون له على الدوام الدكتور واطسن حاملا أكثر من سؤال حول الجريمة، خاصة وأنه كان الدكتور الخاص للسير تشارلز، وفي الوقت نفسه أحضر معه وثيقة قديمة عن حكاية غريبة تتحدث عن أسطورة متوارثة في أسرة باسكرفيل تتحدث عن جدهم الأكبر هيجو باسكرفيل الذي حاول بمساعدة آخرين له اغتصاب فتاة من الفلاحين ولكنها تمكنت من الهرب، وخلال مطاردتها تعرض هيجو لمهاجمة كلب ضخم بحجم العجل، مفزع المنظر، أطبق بأسنانه على هيجو وقتله.

انتشرت الشائعات حول وفاة السير تشارلز، وأكد خادمه باريمور أنه توفى في حديقة القصر التي اعتاد التجوال فيها ليلا، بعد أن ترك آثارا واضحة على الأرض في تلك الليلة المطيرة، أكدت أنه قبل وفاته كان يسير على رؤوس أصابعه، ولم تكن هناك آثار عنف، لكن كانت هناك آثار رعب! أما تقرير الوفاة فإنها حدثت نتيجة هبوط في القلب.وهذا التقرير ساعد على الارتياح وتمهيد الطريق للوريث الشرعي ابن الأخ هنري.غير أن الدكتور مورتيمر أكد إلى شيرلوك وجود آثار أقدام لكلب ضخم قرب الجثة شاهدها بنفسه. كان الوريث الشرعي المقيم خارج بريطانيا هنري متبوعا، منذ نزوله في أحد فنادق لندن، حتى أنه فقد فردة حذاءه في ذلك الفندق، أو قل سُرقت منه، وقد اكتشف شيرلوك فيما بعد أن الرجل الذي يتبعه ادعى أمام الحوذي قائد العربة الذي استأجرها في تتبعه أنه يدعى شيرلوك هولمز، منتحلا بذلك شخصيته، مما جعله يتأكد أن ذلك الشخص ، مطّلع، ذكي ويحب روح الدعابة.ووصل شيرلوك من خلال عدة خيوط متشابكة في القضية إلى طرق مسدودة.غير أنه نصح هنري الذي ينوي الإقامة في قصر أجداده أن يصطحب معه معاونه الدكتور واطسن لكي يلازمه كظله.

في الجوار من قصر باسكرفيل يقيم منذ سنتين عالم نبات وحشرات هاوٍ يدعى ستابلتن، قصير ، نحيف، حليق اللحية، وتقيم معه أخته الحسناء بيريل .يعرف الكثير عن الأحراش المنتشرة في المنطقة.حاول جاهدا التقرب من الدكتور واطسن.وعندما تعرف هنري على بيريل أعجب بجمالها الشرقي الساحر، أما هي فقد بادلته الاعجاب بمثله.كما كان هناك رجل فضولي عجوز ومشاكس يراقب الأحراش دائما اسمه فرانكلاند، حتى أنه اشترى تلسكوبا يتطفل به على الأجرام السماوية، ومصادفة اكتشف بتلسكوبه السرقة التي قام بها الدكتور مورتيمر لأحدى الجماجم من مقبرة قديمة لكي يواصل أبحاثه.أما الدكتور واطسن فقد واصل كتابة تقاريره إلى شيرلوك المقيم في لندن يطلعه بشكل تفصيلي عما يدور في قصر باسكرفيل والمقاطعة غير مهمل لأقل التفاصيل والملاحظات التي باتت تتكاثر مستفيضة متشعبة.

تطورت العلاقة بين هنري وبيريل، حتى أنهما كانا يلتقيان في طرق الأحراش، وعندما شاهدهما ستابلتن شقيق بيريل اعترض على ذلك بشدة إلى الدرجة التي رفض خطبة هنري لشقيقته، غير أنه اعتذر عن تصرفه فيما بعد وطلب مهلة للتفكير.أما الخادم باريمور فقد بدرت منه تصرفات مريبة حقا، فهو في الليل يذهب إلى إحدى الغرف الخالية حاملا شمعة مضيئة، ومن نافذة الغرفة يتأمل الأحراش طويلا مما عزز شكوكا قوية في نفس الدكتور واطسن وهنري، وبعد مفاجأته متلبسا بتصرفاته الغريبة رفض بشدة الإفصاح عن الأسباب، وهنا تدخلت زوجته التي ظهرت فجأة في الغرفة المعتمة إلا من ضوء الشمعة، وقالت إن أخاها الهارب من السجن يختبيء في الأحراش وهو لذلك يحتاج إلى الطعام، والشمعة المضيئة من خلال النافذة هي الإشارة على وجود الطعام في مكان متفق عليه.كل هذا وذاك جعل من أعصاب هنري منهكة،

فبعد أن طارد بصحبة الدكتور واطسن السجين الهارب بين الأحراش سمع بوضوح صوت كلب ينم عن ضخامته ووحشيته مما أعاد حضور الأسطورة في نفسه حتى بدا الخوف والارتباك واضحين على محياه، كما أنه شاهد على ضوء القمر في تلك الليلة رجلا طويل القامة يقف منتصبا فوق التل، يعرف عنه السجين الهارب أنه كتوم ويعيش في البيوت الأثرية المحفورة في الجبل.تبين من خلال تلسكوب فرانكلاند الفضولي أن هذا الرجل يأتيه طعامه وشرابه بمساعدة فتى بوتيرة يومية مكررة.وبعدما أخبر فرانكلاند الدكتور واطسن اكتشافه الأخير ذهب الدكتور واطسن إلى هناك ليكتشف أن الرجل لم يكن سوى شيرلوك هولمز، والذي من مقره المؤقت كان يراقب حركات الجميع ويحلل ويستنتج بعد أن تصله رسائل الدكتور واطسن من لندن. تبادل شيرلوك وواطسن ما لديهما من معلومات،

وفاجآ هنري في قصره، وعلى مائدة العشاء كان شيرلوك يدقق في ملامح صور رجال الأسرة المعلقة على الجدران، وقد لاحظ نسبة الشبه بين هيجو باسكرفيل صاحب الأسطورة وبين عالم النبات والحشرات ستابلتن، فعرف أنه من آل باسكرفيل، ومما جمعه من معلومات سابقة اكتشف أيضا أن بيريل لم تكن شقيقة ستابلتن وإنما زوجته، وكان ستابلتن يرى أن ادعاءه أنها شقيقته أنفع له، وفعلا استغل ذلك الادعاء في الايقاع بابنة الفضولي فرانكلاند إلى استدراج تشارلز باسكرفيل إلى موعد محدد في الليلة التي مات فيها بعد أن وعدها بالزواج.وبقيت نقطة واحدة لم تُحل وهي ذلك الكلب الجهنمي، هل هو حقيقة أم خرافة؟..

أدرك شيرلوك أن وراء دعوة ستابلتن لهنري على العشاء جريمة متوقعة فتظاهر أنه والدكتور واطسن سيغادران إلى لندن ثم كمنا ليشاهدا بأم عيونهما كلبا ضخما مضمخ بالفوسفور في وجهه، مرعب المنظر، مُرشدٌ إلى ضحيته من خلال الحذاء الذي فقده هنري في لندن، فتحركا في الوقت المناسب لقتل الكلب الجهنمي، ثم ليطاردا ستابلتن إلى الكهف الذي كان يخبيء فيه الكلب بمساعدة من زوجة ستابلتن ليعثرا في الطريق على حذاء هنري المفقود مرميا، بعد أن غرق ستابلتن في الوحل ليسترد التراب مخلوقا بشعا من مادته.

المشاركات الشائعة

إخترتنا لكم