عُدنا والعودُ أحمدُ ... الرجاء من زوارنا الكرام تزويدنا بالوصلات التي لاتعمل

جديد مدونتنا

إبــحــث عن كتــــاب

الثلاثاء، 29 سبتمبر 2009

أخبار الحمقى والمغفلين لإبن الجوزي






عن الكاتب

من أعلام المحدثين



شيخ الإسلام مفخر العراق


أبو الفرج ابن الجوزي 510 تقريبا - 597 هـ


بقلم: فضيلة الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد


نائب رئيس الجامعة الإسلامية














نسبه:


هو عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي بن عبيد الله بن عبد الله بن حمادي بن


أحمد بن محمد بن جعفر بن عبد الله بن القاسم بن النضر بن القاسم ابن محمد بن


عبد الله بن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله القرشي


التيمي البكري البغدادي.






كنيته ولقبه ونسبته:


كنيته أبو الفرج ولقبه جمال الدين واشتهر بابن الجوزي, واختلف في هذه النسبة


فقيل إن جده جعفر نسب إلى فرضة من فرض البصرة يقال لها جوزة, وقال المنذري:


هو نسبة إلى موضع يقال له فرضة الجوز وقيل هو منسوب إلى محلة بالبصرة تسمى


محلة الجوز وقيل بل كانت في داره بواسط جوزة لم يكن بواسط جوزة سواها ذكر هذه


الأقوال ابن رجب في ذيل طبقات الحنابلة.






ممن روى عنهم:


نشأ يتيماً إذ توفي والده وله ثلاث سنوات ولما ترعرع حملته أمه وعمته إلى


مسجد أبي الفضل بن ناصر وهو خاله فاعتنى به وأسمعه الحديث وحفظ القرآن وقرأ


على جماعة من القراء وقد سمع الحديث في صغره ولما بلغ رشده وفهم الطلب صار


ينتقي من الشيوخ من هو أمثل من غيره وأكثر إفادة وقال متحدثا عن ذلك:


"فلما فهمت الطلب كنت ألازم من الشيوخ أعلمهم وأوثر من أرباب النقل أفهمهم


فكانت همتي تجويد العُدد لا تكثير العدد ولما رأيت من أصحابي من يؤثر الاطلاع


على كبار مشايخي ذكرت عن كل واحد منهم حديثاً", ثم ذكر أهم مشيخته التي نوه


عنها وعدتهم سبعة وثمانون شيخاً من كبار شيوخه ومنهم القاضي أبو بكر الأنصاري


وأبو بكر المزرفي وأبو القاسم الحريري وعلي بن عبد الواحد الدينوري وأبو


السعادات المتوكلي وغيرهم.






ممن رووا عنه:


روى عنه ابن الصاحب يحيى وسبطه الواعظ شمس الدين يوسف بن فرعلي والحفظ عبد


الغني وابن الزبيبي وابن النجار وابن خليل والتقي البلداني وابن عبد الدائم


وغيرهم.






ثناء العلماء عليه:


وكان ابن الجوزي رحمه الله محل ثناء الأئمة وتقديرهم, قال فيه الذهبي في


التذكرة: " الإمام العلامة الحافظ عالم العراق وواعظ الآفاق", وقال ابن رجب


في ذيل طبقات الحنابلة : "الحافظ المفسر الفقيه الواعظ شيخ وقته وإمام عصره",


وقال الموفق عبد اللطيف:" كان ابن الجوزي لطيف الصورة حلو الشمائل رخيم


النغمة موزون الحركات والنغمات لذيذ المفاكهة يحضر مجلسه مائة ألف أو يزيدون


لا يضيع زمانه شيئاً يكتب باليوم أربعة كراريس ويرتفع له كل سنة من كتابته ما


بين خمسين مجلداً إلى ستين وله في كل علم مشاركة لكنه كان في التفسير من


الأعيان وفي الحديث من الحفاظ وفي التاريخ من المتوسعين ولديه فقه كاف وأما


السجع الوعظي فله فيه ملكة قوية إن ارتجل أجاد وإن روى أبدع", وقال سبطه أبو


المظفر: " كان زاهداً في الدنيا متقللاً منها وما مازح أحداً قط ولا لعب مع


صبي ولا أكل من جهة لا يتيقن حلها وما زال على ذلك الأسلوب إلى أن توفاه الله


تعالى"، وقال موفق الدين المقدسي : " كان ابن الجوزي إمام أهل عصره في الوعظ


وصنف في فنون العلم تصانيف حسنة وكان صاحب فنون وكان يدرس الفقه ويصنف فيه


وكان حافظاً للحديث وصنف فيه إلا أننا لم نرض تصانيفه في السنة ولا طريقته


فيها", وقال ابن خلكان في وفيات الأعيان : " كان علامة عصره وإمام وقته في


الحديث وصناعة الوعظ صنف في فنون عديدة", وقال ابن كثير في البداية والنهاية:


" أحد أفراد العلماء برز في علوم كثيرة وانفرد بها عن غيره وجمع المصنفات


الكبار والصغار نحواً من ثلاثمائة مصنف وكتب بيده نحواً من مائتي مجلدة وتفرد


بفن الوعظ الذي لم يسبق إليه ولم يلحق شأوه فيه وفي طريقته وشكله وفي فصاحته


وبلاغته وعذوبته وحلاوة ترصيعه ونفوذ وعظه وغوصه على المعاني البديعة وتقريبه


الأشياء الغريبة فيما يشاهد من الأمور الحسية بعبارة وجيزة سريعة الفهم


والإدراك بحيث يجمع المعاني الكثيرة في الكلمة اليسيرة هذا وله في العلوم


كلها اليد الطولى والمشاركات في سائر أنواعها من التفسير والحديث والتاريخ


والحساب والنظر في النجوم والطب والفقه وغير ذلك من اللغة والنحو", وقال:


"وبالجملة كان أستاذاً فرداً في الوعظ وغيره".






آثاره:


ابن الجوزي من العلماء الذين أكثروا من التأليف في فنون شتى, قال ابن خلكان


في وفيات الأعيان: "صنف في فنون عديدة", ثم ذكر نماذج منها وقال: " وبالجملة


كتبه أكثر من أن تعد وكتب بخطه شيئاً كثيراً والناس يغالون في ذلك حتى إنهم


يقولون: إنه جمعت الكراريس التي كتبها وحسبت مدة عمره وقسمت الكراريس على


المدة فكان ما خص كل يوم تسعة كراريس وهذا شيء عظيم لا يكاد يقبله العقل,


ويقال إنه جمعت براية أقلامه التي كتب بها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم


فحصل منها شيء كثير وأوصى أن يسخن بها الماء الذي يغسل به بعد موته ففعل ذلك


فكفت وفضل منها"، وقال الذهبي في العبر: " صاحب التصانيف الكثيرة الشهيرة في


أنواع العلم من التفسير والحديث والفقه والزهد والوعظ والأخبار والتاريخ


والطب وغير ذلك", وقال الذهبي في التذكرة: "وما علمت أحداً من العلماء صنف ما


صنف هذا الرجل", وقال أبو العباس ابن تيمية: "وله مصنفات في أمور كثيرة حتى


عددتها فرأيتها أكثر من ألف مصنف ورأيت بعد ذلك له ما لم أره", وقال: " وله


التصانيف في الحديث وفنونه ما لم يصنف مثله وقد انتفع الناس به وهو من أجود


فنونه وله في الوعظ وفنونه ما لم يصنف مثله ومن أحسن تصانيفه ما يجمعه من


أخبار الأولين مثل المناقب التي صنفها فإنه ثقة كثير الاطلاع على مصنفات


الناس حسن الترتيب والتبويب قادر على الجمع والكتابة وكان من أحسن المصنفين


في هذه الأبواب تمييزاً فإن كثيراً من المصنفين لا يميز بين الصدق فيه


والكذب". وقد ترجم له الحافظ ابن رجب في ذيل طبقات الحنابلة ترجمه مطولة في


أربع وثلاثين صفحة سمّى فيها ما يزيد على مائتين من مصنفاته فيها المختصر


والمطول ومن أشهر المطبوع منها زاد المسير في علم التفسير وكتاب صفة الصفوة


وكتاب الموضوعات وكتاب مناقب الإمام أحمد وكتاب ذم الهوى وكتاب الوفاء بأحوال


المصطفى صلى الله عليه وسلم وكتاب تلبيس إبليس، وقد ذكر الحافظ بن رجب في


ترجمته أنه مع ما حصل له من التصنيف وكثرة الثناء عليه؛ للناس فيه كلام من


وجوه, منها كثرة أغلاطه في تصانيفه, وقال: " وعذره في هذا واضح وهو أنه كان


مكثراً من التصانيف فيصنف الكتاب ولا يعتبره بل يشتغل بغيره وربما كتب في


الوقت الواحد في تصانيف عديدة", ومنها ما يوجد في كلامه من الثناء والترفع


والتعاظم وكثرة الدعاوي ثم قال ابن رجب: "ولا ريب أنه كان عنده من ذلك طرف


والله يسامحه", ومنها ميله إلى التأويل في بعض كلامه, ثم قال ابن رجب:" ولا


ريب أن كلامه في ذلك مضطرب مختلف وهو وإن كان مطّلعا على الحديث والآثار في


هذا الباب فلم يكن خبيراً بحل شبه المتكلمين وبين فسادها".






وفاته:


توفي ليلة الجمعة ثاني عشر شهر رمضان سنة سبع وتسعين وخمسمائة ببغداد ودفن


بباب حرب، أرّخ وفاته بهذا ابن خلكان في وفيات الأعيان وقال: " وكانت ولادته


بطريق التقريب سنة ثمان وقيل عشر وخمسمائة", وقال: " وتوفي والده سنة أربع


عشرة وخمسمائة", وأرّخ وفاته بهذا ابن كثير في البداية والنهاية وقال: "وله


من العمر سبع وثمانون سنة وحملت جنازته على رؤوس الناس وكان الجمع كثيراً


جداً ودفن بباب حرب عند أبيه بالقرب من الإمام أحمد وكان يوماً مشهوداً حتى


قيل إنه أفطر جماعة من الناس من كثرة الزحام وشدة الحر", وذكر أنه كان له من


الأولاد الذكور ثلاثة وأن له عدة بنات رحمه الله.



ليست هناك تعليقات:

المشاركات الشائعة

إخترتنا لكم